هذه هي الليلة
ليلٌ وسواد ودجى ليلٍ مظلوم
ونور سقفٍ مكسور كحزينٍ يبكي كبُكاء الطفلِ المحروم
وجدارٍِ مجروح كجرحٍ في جسد جندي مجهول
هذه هي الحياة بدايتها طفلٌ مسرور ونهايتها شيخٌ مكسور
وبينهما شباب يلهو ويلعب كالمجنون
يحاكي من يرغب ويحب بجنون
لا يدري إلى أين تذهب به السنون
لا يدري هل هذا هو قدرهُ المحتوم
تتلاطم به الأمواج ويذهب به القارب إلى عالمٍ مجهول
بلا شراعٍ ولا نجوم بل سوادُ ليلٍ مظلوم
وتنقشعُ الغيوم وتتلألأ النجوم
تنبعث الحياةُ فيه كأرضٍ أهتزت وانشقت العيون
ولكن يجد نفسهُ ضائعٌ ومجنون ووحيداً بلا أنيسٍ ومحبوب
يرغب ويرجوا الرجوع إلى ذلك الكون المظلوم
إلى تلك الليلةُ السوداء بلا نجوم
ويرى ذلك ويقول تساوى الليلُ مع النور إذا فُقِدَ المحبوب
أينَ أنتِ يا أميرةُ القلوب